وكالة الغوري.. جوهرة معمارية تحكي تاريخ القاهرة الفاطمية

كتب : خالد محمد
وكالة الغوري جوهره معماريه فاطميه في قلب القاهرة القديمة، وعلى قرابه من شارع المعز لدين الله الفاطمي، تقف “وكالة الغوري” شامخة كشاهد حي على روعة العمارة الإسلامية وفنون العصر المملوكي. ورغم مرور أكثر من خمسة قرون على إنشائها، لا تزال هذه الوكالة تحافظ على حضورها الجمالي والثقافي، وتواصل أداء دورها كمنارة للفنون والتراث.
وكالة الغوري جوهره معماريه فاطميه شُيّدت وكالة الغوري في أوائل القرن السادس عشر الميلادي، وتحديدًا في عهد السلطان قنصوة الغوري، آخر سلاطين دولة المماليك قبل دخول العثمانيين إلى مصر. وقد صُممت الوكالة، التي تقع عند تقاطع شارعي الأزهر والمعز، لتكون مركزًا تجاريًا وسكنيًا للتجار، حيث احتوت على محال تجارية في الطابق الأرضي، بينما خُصص الطابق العلوي للسكن.
وكالة الغوري جوهره معماريه فاطميه تتميز الوكالة بطراز معماري فريد يعكس دقة واتقان العمارة المملوكية، إذ تزين واجهتها الزخارف الهندسية والنقوش النباتية، وتحتوي على مدخل ضخم يعبر عن قوة وفخامة المنشأة. أما الفناء الداخلي، فهو محاط بأربعة طوابق تتوزع فيها الغرف، وتطل جميعها على الساحة المفتوحة، ما يتيح التهوية والضوء الطبيعي.
لكن وكالة الغوري اليوم لم تعد مجرد مبنى أثري صامت، فقد أعادت وزارة الثقافة إحياءها لتصبح أحد أبرز مراكز الفنون التراثية بالقاهرة، حيث تحتضن بشكل منتظم عروضًا فنية وموسيقية، أبرزها عروض فرقة “التنورة” الشهيرة، التي باتت علامة مميزة في المشهد الثقافي المصري.
وفي ظل السعي لإحياء القاهرة التاريخية وتحويلها إلى متحف مفتوح، تبرز وكالة الغوري كنموذج ناجح للجمع بين الحفاظ على التراث وتوظيفه في خدمة الحاضر. فزيارة هذه الوكالة لا تقتصر على التمتع بجمال العمارة فقط، بل تُعد رحلة فنية وثقافية في آن واحد.
حاول تعرف : مسجد “أولاد الزبير ” فى زفتى.. قصه عراقه من أعماق التاريخ الإسلامي باللمسات الحديثه



