“سادات قريش”.. أقدم مساجد مصر شاهد على بطولات الفتح الإسلامي ومقابر الصحابة في قلب الشرقية

كتب: أحمد راضي مشعل

أقدم مساجد مصر والشاهد على البطولات في قلب مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، يقف مسجد “سادات قريش” شامخًا، شاهدًا على أولى خطوات الإسلام في مصر، وحاملاً بين جدرانه عبق التاريخ الإسلامي وروحانيات الماضي التي لا تزال حاضرة حتى اليوم.

أقدم مساجد مصر والشاهد على البطولات يُعد مسجد سادات قريش، أو كما يعرف تاريخيًا بـ”مسجد الشهداء”، أول مسجد بُني في مصر عقب الفتح الإسلامي، وتحديدًا في العام 18 هجريًا على يد القائد المسلم عمرو بن العاص، ليكون بذلك أقدم مساجد مصر وأفريقيا.

سُمّي المسجد بـ”سادات قريش” تكريمًا لصحابة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – الذين استشهدوا في معركة بلبيس ضد الرومان. ويُذكر أن 40 من الصحابة دُفنوا بجوار مئذنته، ما جعله مقصدًا روحيًا وتاريخيًا لأبناء المنطقة والباحثين في تاريخ الفتح الإسلامي.

وأوضح الشيخ هاني الزعبلاوي، إمام وخطيب المسجد، في تصريحاته لـ”مدائن” أن المحراب الرئيسي للمسجد شُيّد على نمط محراب مسجد رسول الله، ما يُضفي عليه طابعًا معماريًا فريدًا. وأضاف أن المسجد يشهد في شهر رمضان إقبالًا كثيفًا من المصلين، وسط أجواء روحانية تتكامل فيها الصلوات ودروس العلم ومقارئ القرآن.

ويتميز المسجد بتصميمه الداخلي المستطيل، المقسم إلى أربعة أروقة موازية لجدار القبلة، تحملها أعمدة ذات تيجان إسلامية وقبطية.

وتبلغ مساحته نحو 3000 متر مربع، وله ثلاث واجهات، أبرزها الواجهة الشمالية الشرقية التي تضم المدخل الرئيسي.وقد خضع المسجد لأعمال تجديد في نهاية العصر العثماني على يد الأمير أحمد الكاشف، الذي شيّد أيضًا مئذنته، في حين يعود آخر ترميم شامل للمسجد إلى عهد الخليفة العباسي المأمون.

ويحمل المسجد أيضًا اسم “مسجد الشهداء”، نظرًا لارتباطه بمعركة الفتح الإسلامي، واستقباله للسيدة زينب بنت الإمام علي عام 61 هـ، حين أقامت فيه شهرًا لمداواة قائد الركب الأمير مدين، الذي توفي ودُفن في أرض بلبيس.

ورغم تصنيفه ضمن قائمة أشهر 15 مسجدًا في العالم، إلا أن المسجد لا يزال بحاجة إلى اهتمام أوسع من الجهات المعنية للحفاظ على هذه التحفة المعمارية والدينية، التي تُعد جزءًا أصيلًا من الهوية الإسلامية المصرية.

حاول تعرف : “مسجد برسباي: قطعة من تاريخ القاهرة تنبض بالبساطة والجمال”