المساجد التاريخية

قصر “سليمان باشا الفرنساوي” تحفة معمارية وشاهد علي تاريخ مصر الحديث

كتب: ابراهيم عنب

قصر الفرنساوي تحفه وتاريخ يقع “قصر سليمان باشا الفرنساوي” ،داخل مجمع “قلعة صلاح الدين الأيوبي” في القاهرة، مصر، القلعة نفسها تقع على هضبة مرتفعة تطل على المدينة، مما يوفر إطلالة بانورامية رائعة على القاهرة التاريخية، حيث تقع بوابة قصر سليمان باشا الفرنساوى حالياً في فناء مدرسة ليسيه الحرية بشارع “87” ثكنات المعادي بقسم المعادي “سليمان باشا”، واسمه الأصلي “جوزيف أنطوان سيلفا”، كان ضابطًا فرنسيًا جاء إلى مصر مع الحملة الفرنسية (1798–1801)، لكنه قرر البقاء فيها بعد انتهائها، واعتنق الإسلام، وانضم إلى جيش “محمد علي باشا”، بفضل خبرته العسكرية الأوروبية، أصبح أحد أهم القادة الذين ساهموا في بناء جيش مصر الحديث، وتم تكريمه بلقب “باشا” تقديرًا لدوره، وتزوج إحدي قريبات محمد علي باشا ” مريم ” وأنجب منها أبناءه، وبني له قصرا جميلا على ساحل النيل بمنطقة مصر القديمة .

تم بناء القصر في عام “1820” بأمر من “محمد علي باشا”، مؤسس مصر الحديثة، كجزء من جهوده لتحديث الدولة وتطويرها. كان القصر مخصصًا لـ “سليمان باشا الفرنساوي”، الذي كان يُدعى “جوزيف أنطوان سليف”، وهو ضابط فرنسي تحول إلى الإسلام وأصبح من أهم القادة العسكريين في جيش محمد علي.
كان قصرا على الطراز الإسلامي مع أن مهندسه أوروبي، وظل القصر موجودا حتى سنة “1947”م وجمع به كل الفنون المصرية الإسلامية وخلط معها الطراز المصرى القديم مع أنه كان فرنسيا فى الأصل.

كان القصر في البداية مقر إقامة لـ “سليمان باشا”، ثم تحول لاحقًا إلى “مدرسة حربية”لتدريب الضباط، وكانت هذه المدرسة جزءًا من خطة “محمد علي” لتحديث الجيش المصري وتدريبه على الأساليب العسكرية الأوروبية.

قصر الفرنساوي تحفه وتاريخ شهد القصر العديد من الأحداث المهمة خلال القرن “التاسع عشر” ، بما في ذلك التطورات العسكرية والإدارية التي قادها “محمد علي باشا”، كما كان القصر شاهدًا على التحولات الاجتماعية والسياسية في مصر خلال تلك الفترة.

يجمع القصر بين الطراز العثماني والإسلامي مع تأثيرات أوروبية واضحة، خاصة الفرنسية، يعكس هذا المزيج الفريد التأثيرات الثقافية التي كانت سائدة في مصر خلال فترة حكم محمد علي.

يحتوي القصر على عدة قاعات رئيسية تتميز بكونها قاعات واسعة كانت تستخدم للاستقبالات الرسمية والاجتماعات، بينما تتميز النوافذ والأبواب بزخارف إسلامية دقيقة، مع استخدام الزجاج الملون في بعض الأجزاء، وبالنسبة للأسقف فكانت خشبية ومنقوشة بنقوش فنية تعكس الفن الإسلامي والعثماني، ويضم القصر حديقة داخلية جميلة كانت تستخدم للاسترخاء والترفيه، وهي نموذج للحدائق الإسلامية التقليدية.

يتميز القصر بواجهة حجرية فخمة، مع أبراج صغيرة ونوافذ مقوسة تعكس الطراز العثماني. كما أن استخدام الحجر الوردي في بعض الأجزاء يضفي على القصر جمالاً خاصًا.

يُعتبر القصر رمزًا لفترة التحديث التي قادها محمد علي باشا في مصر، حيث كان جزءًا من جهوده لإنشاء دولة حديثة على النمط الأوروبي، شهد القصر العديد من الأحداث التاريخية المهمة، بما في ذلك التطورات العسكرية والإدارية التي شكلت مصر الحديثة.

نقلت بوابة القصر الفريدة الطراز والجمال إلى مدرسة ليسيه الحرية بالمعادي و توفى “سليمان باشا الفرنساوي” سنة “1860”م ودفن فى حديقة قصره فى قبته الضريحية التي بناها له زوج ابنته “شريف باشا” سنة “1862”م اما زوجته فدفنت بجواره فى قبة أصغر.

حاول تعرف: مسجد وضريح “أبي الفضل الوزيري”.. أيقونة روحانية في قلب المحلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى