المساجد التاريخية

“مسجد ابن حجر العسقلاني”جوهرة مملوكية في قلب القاهرة

كتب : محمد قايد

العسقلاني جوهره مملوكيه في قلب القاهرة، وتحديدًا بمنطقة السيدة عائشة، يقع مسجد وضريح الإمام ابن حجر العسقلاني كشاهد على تاريخ عريق، ومكانة علمية كبيره، هذا المعلم الإسلامي ليس مجرد مبنى أثري، بل هو تجسيد حي لعبقرية فكرية وروحانية امتزجت مع فن العمارة المملوكية.

من هو ابن حجر العسقلاني

العسقلاني جوهره مملوكيه ابن حجر العسقلاني، الإمام الحافظ وشيخ الإسلام، وُلد في الفسطاط عام 1371م (773هـ) من أصول فلسطينية، وارتبط اسمه بعلم الحديث ارتباطًا وثيقًا حتى لُقّب بـ”أمير المؤمنين في الحديث”، وقد خلّف وراءه إرثًا علميًا ضخمًا، أبرزها كتابه (الأشهر فتح الباري بشرح صحيح البخاري)، الذي اعتُبر درة المؤلفات في عصره، حتى أن نسخة واحدة منه كانت تُباع بما يعادل 300 دينار مملوكي، مبلغ يعكس قيمة ما خطّه يراعه، كما كان له السبق في تصنيف كتاب توثيقي لأعلام قرنه في مؤلفه( الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة)، واضعًا بذلك منهجًا جديدًا في التراجم، وممهدًا الطريق لتلميذه شمس الدين السخاوي الذي كتب لاحقًا الضوء اللامع لأهل القرن التاسع.

تصميم المسجد

يقع المسجد والضريح بجوار مسجد الإمام الليث بن سعد، ويتميز بتصميم مملوكي أصيل يزخر بالزخارف الإسلامية والنقوش القرآنية الدقيقة، خاصة القبة التي تعلو الضريح، والتي تُعد تحفة معمارية تثير دهشة كل من يزورها.

التجديد

العسقلاني جوهره مملوكيه شهد المسجد انطلاقة جديدة في سبتمبر 2020، عقب عملية ترميم شاملة ضمن مبادرة أطلقتها مؤسسة (تروس مصر) لإحياء الأضرحة والمعالم الإسلامية، وبمشاركة عربية وإسلامية واسعة، وقد حضر الافتتاح الدكتور أسامة الأزهري، أحد أبرز علماء الأزهر ووزير الأوقاف الحالي، مؤكدًا أهمية هذا المعلم كمصدر إشعاع علمي وروحي.

مزار للعلماء ومحبي التصوف

يحظى ضريح ابن حجر بمكانة خاصة لدى طلاب الأزهر الشريف، وطلاب العلم الشرعي عمومًا، كما يعد مزارًا مهمًا لأتباع الطرق الصوفية من مختلف أنحاء العالم، وقد احتضن الضريح زيارات متكررة من شيوخ الأزهر وعلماء الحديث، تقديرًا لمكانة الإمام العلمية والدينية.

أهميتة

مسجد وضريح ابن حجر العسقلاني ليس مجرد أثر تاريخي، بل هو مرآة لحقبة ذهبية من العلم والفكر الإسلامي، وعنوان للوفا

حاول تعرف : مقام في قلب الدلتا.. مسجد سيدي عبد الله بن الحارثة شاهدٌ على الفتح الإسلامي وروح المصريين”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى